الرطوبة

الرطوبة

الرطوبة:

الرُّطوبَة مصطلح يصف كمية بخار الماء في الهواء. وتختلف الرطوبة حسب درجة الحرارة وضغط الهواء، فكلما كان الهواء أدفأ زادت كمية بخار الماء الذي يحمله. وعندما يحتوي الهواء على أقصى كمية من بخار الماء يستطيع حملها تحت درجة حرارة وضغط معيّنيْن، فعندئذ يقال إنّ الهواء قد تشبّع ببخار الماء.
وعندما تتم مقارنة كمية بخار الماء في الهواء بكمية بخار الماء التي يستطيع الهواء حملها عند درجة التشبع، فإن ذلك يسمى الرطوبة النسبية. وإذا كان الهواء يحتوي على نصف كمية بخار الماء التي يستطيع حملها فقط، فعندئذ تعادل هذه الرطوبة 50%. ويكون الهواء مشبعاً بالرطوبة في الجو الذي تكتنفه السحب والضباب، وتكون الرطوبة النسبية في هذه الحالة 100%. كذلك فإن طبقات الهواء السفلى فوق المحيطات، تكون معظمها مشبعة بالرطوبة التي تصل إلى 100%. أمّا في الصحراء الكبرى والمناطق الصحراوية شبه المدارية، فتنخفض الرطوبة النسبية إلى 10% فقط.
تختلف الرطوبة النسبية لمنطقة ما اختلافا شديدا خلال النهار، وذلك على الرغم من أنّ كمية بخار الماء في الهواء تظلّ كما هي. وفي مثل هذه الحالات تتغير الرطوبة النسبية عندما ترتفع أو تنخفض درجات الحرارة. فقد تكون الرطوبة النسبية أعلى في الصباح، عندما تكون درجة الحرارة منخفضة ويكون الهواء غير قادر على حمل كمية من بخار الماء أكبر من الكمية التي حملها في ذلك الوقت. ولكن عندما ترتفع درجة الحرارة أثناء النهار، يصبح الهواء قادراً على حمل كمية من بخار الماء أكبر، وبالتالي تقلّ كمية الرطوبة النسبية.
ولمّا كان الهواء يبرد تحت درجة ضغط محدّدة وكمية بخار ماء دائمة، فإنه يصل إلى درجة حرارة يصبح معها مشبعًا. ودرجة الحرارة هذه تسمى درجة أو نقطة الندى. أمّا إذا قلّت درجة الحرارة عن ذلك، فإنّ بخار الماء يبدأ في التكثف وتتكون السحب أو الضباب أو الندى. وكلّما انخفضت درجة حرار ة الهواء بالنسبة لكمية الندى الموجودة فيه، زادت الرطوبة النسبية.
تؤثر الرطوبة على راحتنا وصحتنا. فعندما ترتفع درجة الحرارة والرطوبة النسبية، يشعر معظم الناس بعدم الراحة “واللزوجة”، وذلك لأن عرقهم لايتبخر. ويستخدم كثير من الناس مكيّفات الهواء وأجهزة تقليل الرطوبة في فصل الصيف وذلك لتخليص الهواء من بخار الماء الموجود فيه. أمّا في الشتاء، فيكون الهواء المسخّن داخل المباني جافًا، كما قد تنخفض الرطوبة النسبية في الداخل إلى درجة كبيرة جدًا. ويمكن أن تسبّب هذه الظروف جفافا للجيوب الأنفية ومشكلات صحية أخرى. ونتيجة لذلك، يستخدم الناس غالباً أجهزة الترطيب في الشتاء، لنشر بخار الماء في الهواء.
جهاز الترطيب جهاز يزيد من كمية الرطوبة في الهواء الداخلي أو في تيار الهواء. يعمل الجهاز عن طريق السماح للمياه بالتبخر من وعاء أو من سطح مبتل، أو عن طريق تمرير الهواء خلال مقصورة غسل الهواء التي تحتوي على كمية من الرطوبة.
وتستخدم أجهزة ترطيب الهواء في الصناعة لتوفير الجوّ الملائم لاختبار أو تصنيع مواد معينة، كما تساعد أجهزة الترطيب على تقليل الكهرباء الساكنة في المنازل ومنع الهياكل الخشبية والأثاث من أن تصبح هشة.
يستخدم كثير من الناس أجهزة الترطيب في الشتاء لتساعدهم على الشعور براحة أكثر. وحيث إنّ الهواء الساخن يكون جافًا جدًا ويساعد على إثارة الجيوب الأنفية، فإن أجهزة الترطيب تساعد على تقليل مثل هذه الإثارة. كما أنها تبطّئ من عملية تبخر الرطوبة من الجلد، وبذلك يقل أثر تبريد التبخر، مما يجعل الناس يشعرون بدفء أكبر تحت درجات حرارة أقل.

تعليقات